سورة الزخرف - تفسير تفسير المنتخب

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الزخرف)


        


{فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (45) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48)}
41- فإن قبضناك قبل أن نريك عذابهم، ونشفى بذلك صدرك وصدور قوم مؤمنين فإنا سننتقم منهم- لا محالة- في الدنيا والآخرة.
42- أو إذا أردت أن نريك العذاب الذي وعدناهم قبل وفاتك أريناك، لأننا مسيطرون عليهم بقدرتنا وقهرنا.
43- إذا كان أحد هذين الأمرين واقعاً- لا محالة- فكن مستمسكاً بالقرآن الذي أوحيناه إليك، واثبت على العمل به، لأنك على طريق الحق القويم.
44- وإن هذا القرآن لشرف عظيم لك- يا محمد- ولأمتك، لنزوله عليك بلغة العرب، وسوف تسألون يوم القيامة عن القيام بحقه وشكر نعمته.
45- وانظر في شرائع من أرسلنا من قبلك من رسلنا، أجاءت فيها دعوة الناس إلى عبادة غير الله؟ لم يجئ ذلك، فالعابدون لغير الله متوغلون في الضلال بعبادتهم.
46- ولقد أرسلنا موسى بالمعجزات الدالة على صدقه إلى فرعون وقومه، فقال: إني رسول خالق العالمين ومُربِّيهم إليكم، فطالبوه بالمعجزات.
47- فلما جاءهم بالمعجزات المؤيدة لرسالته قابلوه فور مجيئها بالضحك منها- سخرية واستهزاء- دون تأمل فيها.
48- وكل معجزة من المعجزات التي توالت عليهم إذا نظر إليها قيل: هي أكبر من قرينتها وصاحبتها. وحينما أصروا على الطغيان أصبناهم بأنواع البلايا، ليرجعوا عن غيهم.


{وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50) وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)}
49- وقالوا- مستغيثين بموسى حينما عمَّهم البلاء-: يا أيها الساحر- وهو العالم- ادع لنا ربك متوسلا بعهده عندك أن يكشف عنا العذاب، إنا- إذا كُشِف- لمهتدون.
50- فلما كشف الله عنهم المصائب بدعاء موسى فاجأوه بنقض عهدهم بالإيمان.
51- ونادى فرعون في قومه- معلناً قوته وتسلطه-: أليس لى- لا لغيرى- ملك مصر، وهذه الأنهار التي تشاهدونها تجرى من تحت قصرى؟ أعميتم عن مشاهدة ذلك، فلا تعقلون ما تمليه المشاهدة من قوتى وضعف موسى؟ وأراد بندائه تثبيتهم على طاعته.
52- قال فرعون- مبالغة في الطغيان-: بل أنا خير من هذا الذي هو ضعيف ذليل، ولا يُكاد يُبين دعواه بلسان فصيح.
53- وقال أيضاً- محرضاً على تكذيب موسى-: فهلا ألقى عليه ربه أسْورة من ذهب ليلقى إليه بمقاليد الأمور، أو أعانه بملائكة يؤيدونه إن كان صادقاً في دعواه الرسالة؟
54- فاستفز فرعون قومه بالقول، وأثر فيهم هذا التمويه، فأطاعوه في ضلاله، إنهم كانوا قوماً خارجين عن دين الله القويم.
55- فلما أغضبونا أشد الغضب- بإفراطهم في الفساد- انتقمنا منهم بإغراقهم أجمعين.


{فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (56) وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62)}
56- فجعلنا فرعون وقومه قدوة للكافرين بعدهم في استحقاق مثل عقابهم. وحديثاً عجيب الشأن يعتبر به جميع الناس.
57- ولما ضرب الله عيسى ابن مريم مثلاً، في كونه كآدم، خلقه من تراب، ثم قال له: كن فيكون، فهو عبد مخلوق، مُنعم عليه بالنبوة، لا تصح عبادته من دون الله. إذا قومك يعرضون ولا يعون.
58- وقال الكافرون: أآلهتنا خير أم عيسى؟ فإذا كان هو في النار فلنكن نحن وآلهتنا معه. ما ضرب الكفار هذا المثل لك إلا للجدل والغلبة في القول لا لطلب الحق، بل هم قوم شداد في الخصومة ممعنون فيها.
59- ما عيسى إلا عبد أنعمنا عليه بالنبوة، وصيَّرناه عبرة عجيبة كالمثل- لخلقه بدون أب- لبني إسرائيل يستدلون به على كمال قدرتنا.
60- لو نشاء لحوَّلنا بعضكم- أيها الرجال- ملائكة يخلفونكم في الأرض كما يخلفكم أولادكم، لتعرفوا أن الملائكة خاضعون لتصريف قدرة الله، فمن أين لهم استحقاق الألوهية؟
61- وأن عيسى بحدوثه بدون أب، وإبرائه الأكمه والأبرص لدليل على قيام الساعة، فلا تشكن فيها، واتبعوا هداى ورسولى. هذا الذي أدعوكم إليه، طريق مستقيم موصل إلى النجاة.
62- ولا يمنعكم الشيطان عن اتباع طريقى المستقيم، إنه لكم عدو ظاهر العداوة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5